Monday, December 26, 2005

بأيام البرد

لم احب من قبل صديقة و افتح لها قلبى بتلك السرعة مثلما فعلت مع تلك الفتاة, صديقتى الجديدة التى اشعر انى اعرفها منذ سنين طويلة, ارى فيها نفسى من سنوات قليلة حين كنت عمرها, ارى فيها نفسى حين ارى كيف تفكر, كيف تسخر و تتكلم... و كيف تحب...ارى فيها كيف تنشاء الفتاة العربية و كيف يتم الخلط عند الاهل بين البراءة و الجهل, ذلك الجهل الذى يدفع الفتاة و الزوجة الى التخلى عن الكثير من حقوقها لتصبح بعدها ليس اكثر بكثير من حقيبة امتعة
ارى فى صديقتى كيف كان شغفى بالمعرفة و خوفى منها, اري فيها حزنى و صدمتى عند معرفة الكثير من الامور التى كانت و كُنت اجهلها من قبل, كما ارى حيرتى و سخطى على الدين, كل الاديان و نظرتهم حيال المراءة و كيف تسبب فى ضياع الكثير من حقوقها و حياتها ككيان انسانى له نفس حقوق الرجل و مساوى له فى عقله و ضعفه و رغباته و كبرياءه ... اعلم انه من الصعب ان لم يكن مستحيل ان ارى يوماً التغير الذى احلم به, و لكن لابد لهذا التغيير ان يبداء بالمعرفة, لابد من تحديد موضع الالم و العلة ليتم العلاج الصحيح و لابد ايضاً من معرفة تاثير الالم الجسمانى و الانتهاكات المختلفة على نفسية الفرد ونظرته لذاته وعلاقته بجسده
فهذا ياصديقتى الحبيبة -على سبيل المثال- بعض مما تتعرض له اكثر من 97% من إناث مصر
اولاً:الختان و هو حسب تقرير منظمة الصحة العالمية لسنة 1998قد بلغ فى مصر 97% وهىِ البلد التى تحتوى اعلى عدد مختونات فى العالم!! و قد تبنى الدفاع عنه امام المحكمة طبيب السلخانة منير محمد فوزى, استاذ امراض النساء!!!و اقام دعوى قضائيه يطالب فيها بالغاء قانون منع الختان و يكفى ان بموقفه هذا ادى الى تراجع وزير الصحة السابق, الذى حاول ان يصل الى حل وسط, فيكون تلك الوسط هو اباحة الختان فى المستشفيات!! التى هى للاستشفاء , لا لبتر عضو حيوي غير مصاب و تحريم متعة الجنس بمنتهى الوحشية على من كان ذنبها انها انثى نتيجة صدفة بيولوجية
ثانياً: انتهاك جسمانى يتمثل فى الضرب بداية من مرحلة الطفولة, عملاً بالمثل الشهير"اكسر للبنت ضلع" , فكلمة تربية فى المجتمع المصري -و العربى عامة- تعنى عادة الضرب, فان قلت انه من حقى ان اربى ابنى او ابنتى عادة مايعنى هذا العقاب البدنى على عكس اللغات الاخرى, و بعد الزواج يبداء استخدام كلمة جديدة و هو تأديب الزوجة التى تعنى نفس الشئ و التى استفاض الكثيرين فى شرحها و كتابة الكتب لتوضيح كيفية الضرب و الوسيلة التى يجب استخدامها فى هذا العمل الانسانى و هو تربية المراءة المتزوجة
!!
ثالثاً:الام الدورة الشهرية ومرحلة البلوغ التى يندرفيها زيارة الطبيب المتخصص للفحص و اعطاء النصيحة الطبية السليمة او وصف مسكن مناسب لها اذ لزم الامر,فاول زيارة لطبيب النساء تكون بعد الزواج - مهما تاخر ذلك الزواج - نادراً جداً ماتكون قبله
رابعاً: ازالة شعر الجسم -بالسكر- الذى يعتبره الكثيرين نظافة شخصية, وكأنه تراث بلد و مجتمع و ينصح به للاسف بعض الاطباء, وغالباً لا يتنازل عنه الزوج و يرى انه نظافة واجبة على الزوجة - فقط - و لا يعتبر تلك النظافة قاعدة عامة حتى و ان كان نسبة شعر جسم الرجل اكثرمن المراة
خامساً :الم تتراوح قسوته يصاحب عملية فض- و يصح تسميته فى الوطن العربى تمزيق- غشاء البكارة, الذى غالباً ما يكاد يكون فرضاً فى ليلة العمر كما يطلقون عليها, تعتبره الفتاة قدرها و صليبها, فرضاً يتوقف عليه مصير هذا المتهم الذى هو مدان حتى تثبت برائته!! ذلك المتهم الهارب طوال عمره من شبح اشعال عود الكبريت الذى لا يشتعل سوى مرة واحدة
!!!
سادساً: الام تصاحب عملية الجماع ,تكون عادة بسبب تشوهات نتيجة عملية الختان, او انانية من الزوج او جهل منه او جهل الزوجة و رهبتها من الجنس, الذي ينتج عنه انقباض فى عضلات الجسم و صعوبة فى عملية الاسترخاء و كثيراً ما ينتج عن ذلك الام احتقان الحوض الذى عادة مايكون لحرمان الزوجة من الوصول الى درجة التشبع الجنسى-الذروة او الاورجازم- لنفس الاسباب السابقة
سابعاً: متاعب الحمل التى هى عدة و شتى لاشهر طويلة, لا يعرف طولها سوى من جربها, و تحتاج الى رعاية نفسية جيدة قبل العناية الصحية
ثامناً: الام الولادة و مرحلة ما بعد الولادة, و ان كانت الام غير قادرة على مصاريف مستشفى خاصة فيذهب بها حظها العاثر الى سلخانة المستشفى الحكومى لتتجرد من ادميتها قبل ان تتجرد من ثيابها و تعيش سعات طويلة من الالم و الانتهاك الجسمانى و النفسى الذى لا يمكن نسيانه مع الايام
تاسعاً:الام ما بعد انقطاع الدورة الشهرية, فيكفى اسمها الشائع البشع" سن الياس" الذى يودع كل متاعب الدورة ليرحب بالمراة فى بداية حياة يائسة جديدة
!!
تكلمت هنا بالاشارة لبعض الانتهاكات والمتاعب لم ادخل فى التفاصيل لضيق وقتى ويأسى من جدوى كلامى او تفكيرى فيها ,لم اتكلم عن الالم النفسى حيث ان شرحه سيطول و سرده سيحتاج الى صفحات و صفحات... وحين ابداء فى التفكير اسمع صوت فيروز الملائكى يغنى حزيناً.... بايام البرد-اشير هنا لكل ما تحملة الكلمة من معانى بليغة- و ايام الشتى / و الرصيف بحيرة /و الشارع غريق- و ما ادراك بما يحدث فى الشوارع-/ تجى هاك البنت من بيتا العتيق-تطلع من نقرة يعنى-/ و يقلا انطرينى و تنطره عالطريق/ و يروح و ينساها و تدبل بالشتى
...على امل ان تعيش الربيع فى حياة اخرى مجهولة
!!! ..

Tuesday, December 20, 2005

الطلاسم

كل يومٍ لى شأن, كل حين لى شعور
هل أنا اليوم أنا منذ ليال و شهور
ام انا عند غروب الشمس غيرى فى البكور
كلما ساءلت نفسى جاوبتنى
لست ادرى...

كلما أيقنت انى قد أمَطت الستر عنى
و بلغت السر, ضحكت نفسى منى
قد وجدت الياس و الحيرة لكن لم اجدنى
فهل الجهل نعيم ام جحيم؟
لست ادرى....


ايليا ابو ماضى