Thursday, October 12, 2006

موعد مع الطبيب

كمريض يمشى فى سباته جئت اليك يا طبيبى, مريض يخاف الطبيب و لكنه لا يقوى على احتمال ألم لا امل فى شفاءه, فهو ضيف ثقيل أقسم ألا يغادر موطن ميلاده
كنت ماهر فى فحصى و الكشف عما بداخلى و سمحت انا لنفسى ان أتجرد امامك من كل اغطيتى و ستائرى, فاخذت تتلمسنى برفق شديد اذاب بداخلى كل قدرتى على الحرص او الرفض, فتقبلت منك الدواء الذى قضى على الكثير من الحياة بداخلى, فهو مسكن قوى احياناَ و مؤلم جداً أغلب الاحيان. لا اعرف كيف او متى بدأ أدمانى له, فأضعفت بداخلى ما لم يستطع مرضى التغلب عليه
احتملت علاجى بك و أثاره الجانبية الى أن حان وقت التخلى عنه, فبدأت من جديد رحلتى مع روح من ذوى الاحتياجات الخاصة, و بدأت اعراض فترة النقاهة بضيق فى الضلوع و نزيف بالغدد الدمعية و الم اختناق بالروح و الشعور المر بالحنين الى مسكن قوى أدمنت مفعوله
يستنكر الكثيرين من مَن حولى علاجى بك و أسخط أنا على المى الذى قادنى اليك وأنهك قدرتى على المقاومة و نحى عقلى جانباً ثم أسخط على ضعف نفسى الف مرة

العن كل من حولى, العن مَن اراهم ولا يسمعونى و مَن يسمعونى ولا يفهمونى و العن كل مَن ليس عنده ما يساعدنى على التخلص من ذلك الادمان اللعين...كنت قادراً تماماً على مصالحتى بروحى, قادراً على منحى سعادة كانت تبتسم لها الجدران من حولى و كنت قادر على ان تجعل من أيامى حلم جميل بعد ان منحتنى اجمل ما فى الدنيا... ولكنك يا طبيبى مثل أغلب مَن حولى تريدنى ان أكون ما لا احب نفسى ان تكون. تحب ضعفى و ترى فى هزيمتى جاذبية و تعشق المى الذى تسبب فى احتياجى الشديد اليك!! احياناً يكون الالم مصدرللابداع و المى ابدع فى رسم صورة لك فى خيالى اراد ان تكون له مسكن و حين رحل الالم قليلاً سافر معه الابداع