Sunday, April 15, 2007

العقول المُعلبة

يستقبل الاهل و الاصدقاء خبر مولود جديد بالفرح و الامنيات بالحياة السعيدة و اشعر انا ببعض الحزن و الشفقة على تلك الضحية التى كُتب عليها ان تعيش فى المجتمع الشرقى. اعلم ان ذلك المسكين او تلك المسكينة سيتربى على الخوف و الكبت, سيتربى على الخطاء المطلق و الصح المطلق, "الصح الذى لا يختلف عليه اثنين" كما اسمع كثيراً فى كل زيارة لى الى مصر. اعتقد ان فكرة المطلقات هى من اهم اسباب ضمور النمو العقلى للفرد, فيصبح كما ذكرت فى تعليق لى من قبل ليس إلا شحنة من العقول المُعلبة منتهية الصلاحية, تفكيره مشوش, يجهل نفسه و احتياجتها كما يجهل العالم من حوله داخل ذلك الصندوق اللعين الذى لا يرى نور الشمس و لا يعرف لها دفئاً كما لا يعرف لنفسه سبب واحد للوجود
يتربى الطفل على "الاحترام"...كلمة اكرهها, ليس لها معنى عندى و لا موقف من الاعراب. تتربى الفتاة على ذلك الاحترام الذى هو فى حقيقته ليس إلا كم هائل من قهر الذات و احتقار المشاعر و الرغبات الانسانية و الاسترسال فى الشعور بالضعف و الدونيه, كما يتربى الفتى على الانانية و تحليل ما يحرمه على الغير و ضعف الارادة و سطحية التفكير و التحليل فيصبح طفل مدلل يعطى لنفسه كل الحق للحصول على كل مايريد بدون مراعاة لحقوق الغير و حرياتهم