Friday, September 16, 2005

مازالت حائرة

جلست فى كافيتريا الجامعة تحاول مراجعة محاضرة " الاحياء الكائنية" قبل ميعاد المحاضرة العملى, لا تعرف لماذا دارت بداخلها كل تلك الاسئلة والافكار والذكريات بعد الانتهاء من المحاضرة النظرى. كانت محاضرة شيقة, تدعوا الى التأمل و التفكير و التعجب من بعض ما كانت تعتبره مُسلم به يوماً ما, اضحكتها تعليقات الدكتورة و الطلبة عن الجنس "و هو اساس مادة الاحياء" كما قالت الدكتورة. تذكرت ايام الجامعة فى مصر, و كيف كانت ترى عقلية معظم الطلبة الذين كانوا يتصنعون المعرفة الجيدة بأمور كثيرة مثل الدين و السياسة, و يتظاهرون بعدم التفكير فى أمور أخرى مثل الحب و الجنس, الذى مازال الكثيرين حتى الان يعتبروا التحدث عنهم خروج عن نطاق التقاليد و العادات او القيم الشرقية !! أخذت تفكر فى دور الجامعة, و التعليم بصورة عامة, فى التأثير على عقلية الطالب و تشكيل شخصيته. تذكرت ايام الجامعة فى مصر, و حاولت ان تقارن بين أحساسها حينذاك بالحرية و التعبير عن الرأى و أحساسها بهم الأن كطالبة فى إحدى جامعات أمريكا. تذكرت أحساسها الدائم بالغربة وقتها و أحساسها بها أحياناً الأن... بعدها بدأ شريط الذكريات بعرض الكثير من الأحداث.... قرار الهجرة, التى كانت أحد أهم أسبابه هى الرغبة فى بداية جديدة و الهروب الى مجتمع جديد اكثر احتراماً للمرأة, اكثر شعوراً بالأمان, اكثر حرية للفكر و العقل, اكثر اعترافاً بالحقيقة و السلبيات, اكثر اهتماماً بسعادة الفرد و صحته, اكثر احتراماً للقوانين و حقوق الافراد, اكثر تقدماً بالتعليم و تطبيق العلم, اكثر تطلعاً الى المستقبل و ليس الماضى و اكثر حمايه لحقوق الطفل..... و لكنها مازالت حائرة!! تشعر انها مازالت تبحث عن شخصاً ما او شيئاً ما مفقوداً! رغم التفهم الكامل من الزوج الحبيب, المحب, و صداقته الحميمة الغالية, مقتنعه هى تماماً بأن الزواج و الأسرة هم علاقة تداخل حميم بين دائرتين او اكثر -إن كان هناك أطفال- فى جزء ما, و تبقى بقية الدوائر فارغة الى أن يتم إشغالهم بأشياء مختلفة و أشخاص اخرين..........أصدقاء يتفهم كل منهم الاخر و يحترم وجهة نظره و اختلافها, و يتفقوا على مشاعر الإحترام و الحب الصادق ......أهداف جديدة تعطى معنى حقيقى لحياة الفرد و وجوده, و حلم واجب السعى لتحقيقه, او الرغبة فى تغيير ما هو سلبى, و الاهتمام بقضيه انسانيه....أو شيئاً ما لا تعرف هى تحديداً, حتى الأن, ماذا يكون !! ظلت حائرة, تتذكر و تتسائل, حتى نظرت الى الساعة فجمعت أوراقها على عجل و أسرعت الى المعمل