Thursday, February 09, 2012

أرض الرِقٌّ

حريتنا طائر فاتن شقى، رتل لنا الحان رثاء من خلف قضبان قفصه الذهبى.
يعلم هذا الصغير ما لا نعلمه نحن ، فقد فطن الى ان الحرية انبساط و بعثرة، علو و تحليق، طمأنينة و امان، تجدد للروح العتيقة و هدير كبرياءُ ابيض صافى. فالماذا حريتنا نحن وهم من الواقع الذى نحيا فيه مرغمين؟ وهم يعيش داخل عالمنا الافتراضى .التواق للخلاص، السئِم من ألم الغربة و السجين فى عالم القيود و المحرمات؟
ارى حريتنا تمثيلية ساذجة على مسرح افتراضى هزلى، معبئة فى زجاجات خمر رخيص و مقدمة لعزاء خيالات منهكة، لاهثة خلف احلام حائرة اتخذت القمر لها دليل فى رحلتها الليلية الباردة الطويلة
حريتنا نحن حروف و كلمات، كلمات تُكتب املاً فى تقمص دور الاحرار، كلمات تصاغ بعذوبة املاً فى التخلص من بعض الآم الروح و نَزِيف الوجدان و الشعور.
 كيف لنا بالحرية فى واقع مشوه؟ كيف للحرية ان تحيا فى قلوب خائفة مرتعشة، قلوب زَيَّفَتها أَركان خالية و نبضات مَذْعُورة، و ذكريات مكروهة و نزوات محرمة؟
حريتنا ثورة غاضبة، ضاقت بألِمَ الروح و قيود المُسالَمات و التشريعات، ضاقت بالعالم البارد الفظ و أرض الرِقٌّ.
حريتنا فراشة هشة تحترق كلما سافر بها الامل نحو الدف.
أهاربين نحن من الحرية؟ ام  هاربة الحرية منا؟
 كيف لنا بحرية حقيقية؟ حرية الانخراط فى عالم مُختار، تحطمت فيه قيود النفس النازفة بداخلنا.
الحرية كلمة عربية، تُوِّجَتْ بتاء التانيث! فيالا سخرية الكلمات منا! كم من الحريات تعرفها نسائنا؟ و هن خزائن محطمة و احلام معطلة و ذكريات شائكة و نفوس تحن الى طبيعتها المنسلخة عنها و كِيانات تَشَظَتِ فى اوائل ايامهن ليحبلن سِفَاحاً بارواح متناثرة خجولة. هن عيون كحيلة ساحرة ،بريقها مزيج من العذوبة و العذاب، تخفى تحتها ينابيع دموع جافة عطشى، و هن ارواح عارية, سجينة الجسد المُنهَك الذابل  والمكتسى بوجوه ملونة كاوراق الخريف البديعة
.