Tuesday, November 06, 2007

سهير جودة...هويتى ليست فى عذريتى

برنامج البيوت اسرار, برنامج الى حدٍ ما يتمتع ببعض الموضوعات الحرة و النظرة الى الواقع الفعلى للمجتمع المصرى فى بعض الاحيان. كانت حلقة اليوم التى تفضلت بها المذيعة سهير جودة بعنوان ابناؤنا فى الخارج, لفت نظرى العنوان وليتنى ما شاهدت تلك الحلقة التى اصابتنى باحباط كمعظم البرامج العربية. تفضلت السيدة سهير ببداية الحلقة بسؤال عن هوية ابناء العرب المقيمين بالخارج, كان الضيوف اغلبهم من الشباب المصرى المقيم بالخارج و قد جاء فى رحلة من امريكا للتعرف على المعالم المصرية و الغريب ان المذيعة الانيقة التى تحدثت بكل فخرعن مصر و المصريين و ذكرت ان بالطبع مصر و المصريين "اجدع ناس" و اكثرهم تمسك بالقيم و العادات الى اخر ما فى الاسطوانة الشهيرة ثم سالت عن السلبيات التى واجهت الشباب و لم يستطع اى منهم تحديد اى مشكلة!! بالعربى يعنى الدنيا بمبى بمبى بمممممبى, غريبة انه لم يتعرض اى منهم لعربة كادت تصدمه عند مرور الشارع بما ان أشارات المرور مازالت تعدّ كماليات لشوارع المحروسة و لم تزعج احد اكوام القمامة و تجمع الذباب عليها و اغرب شئ فعلاُ هو عدم تعرض اى من الفتيات لاى مضايقة اقل ما يقال عنها فى امريكا تحرش جنسى لفظى ان لم يكن فعلى. كان كل ذلك محتمل بالنسبة لى بما ان اصولى مصرية صميمة و لكن بدأ احتمالى ينهار حين اصرت المذيعة على السؤال الشهير ,هو كيف التصدى لخطر دخول "البوى فريند" الى الاسرة و كانت الحلقة كما لخصتها سهير بصراحة فى اخر الحلقة بسؤال عن شرف الفتاة بالخارج و صاغتها بشكل اخر بسؤال ثانى عن عذرية الفتاة و سالت ان كانت الفتيات تعلم معنى كل من المصطلحات المذكورة؟ و هل تعلم الفتاة المقيمة بالخارج اهمية شرف الفتاة و عذريتها؟
كل ضيف ذكر حتى ان كان مراهق صغير سالته كيف يتعامل مع اخته او ابنته و كان كل ما يقلق المذيعة الانيقة هو كيف يتصدى كل منهم لخطر حرية الفتاة و رغباتها؟ احد الشباب التى سالتهم قال انه و اخته اصدقاء و يغطى كل منهم على الاخر, على حد تعبيره, فكانت اجابتها ان اخته تغطى عليه مفهومة لكن هو ايضاً يغطى عليها؟!!! و كانت دهشتها عظيمة كصدمتى التى بلغت اقصاها . فمشكلة السيدة سهير تكمن فى الايمان بان عذرية الفتاة اهم قيمة شرقية يجب المحافظة عليها "بالروح و الدم" اما مصطلح عذرية الفتى لم يسمع به احد فى البلاد العربية, اعلم انها افكار شرقنا المشرق بافكار مستنيرة كتلك الفكرة و أمل المذيعة فى امتداد الفكرة عابر المحيطات ليس بغريب و ليس من منطلق دينى لا سامح الله لان على حد علمى تنظر معظم الاديان الى الزنى نظرة لا تفرق بين ذكر و انثى . كنت اتمنى ان اهدى بنفسى الابيات التاليه للمذيعة الانيقة من قصيدة يوميات امراة لا مبالية التى كتبها نزار قبانى الذى لم يدرك ان البلاد العربية ترفع شعار اقتلوا كل لا مبالية و لو فى الصين

يعود أخي من الماخور عند الفجر سكراناً
يعود كأنه السلطان
من سماه سلطاناً؟
و يبقى فى عيون الأهل
أجملنا وأغلانا
ويبقى في ثياب العهر
أطهرنا وأنقانا
يعود أخي من الماخور
مثل الديك نشواناً
فسبحان الذي سواه من ضوء
ومن فحم رخيص نحن سوانا
وسبحان الذي يمحو خطاياه
ولا يمحو خطايانا


بلادى ترفض الحب
تصادره كاي مخدر خطر
تطارد ذلك الطفل
تسد أمامه الدربا
تطارده
تطارد ذلك الطفل
الرقيق الحالم العذبا
تقص له جناحيه
وتملأ قلبه رعبا
بلادي تقتل الرب
الذي أهدى لها الخصبا
وحول صخرها ذهباً
وغطا أرضها عشبا
وأعطاها كوكبها
وأجرى ماءها العذبا
بلادي لم يزرها الرب
منذ اغتالت الربا